يواجه كثير من الناجين من أقوى زلزال يضرب المغرب منذ أكثر من قرن ظروفا صعبة في الملاجئ المؤقتة التي يحتمون بها بعد أن قضوا ليلة خامسة في العراء. لكن اليأس استبد بأشخاص في مناطق نائية عزلتها الانهيارات الأرضية الناجمة عن الزلزال، وتكثفت جهود الإغاثة في الأماكن التي يمكن الوصول إليها من خلال إقامة مخيمات إيواء وتوزيع الغذاء والمياه.
وقال التلفزيون الرسمي إن الزلزال الذي بلغت قوته 7 درجات وضرب جبال الأطلس الكبير فجر السبت، حصد أرواح 2901 شخص وتسبب في إصابة 5530. وهذا الزلزال هو الأكثر فداحة من حيث عدد القتلى في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا منذ عام 1960 والأقوى منذ أكثر من قرن.
وانضمت فرق إنقاذ من إسبانيا وبريطانيا وقطر لجهود البحث المغربية عن ناجين، وقالت إيطاليا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا إن المغرب لم يوافق بعد على عروضها لتقديم المساعدة.
ولا يزال رجال الإنقاذ يكافحون للوصول إلى القرى الجبلية النائية التي تضررت بشدّة جراء الزلزال في محاولة للعثور على أحياء تحت الركام، فيما أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر نداء عاجلا لجمع مئة مليون فرنك سويسري، أيّ ما يعادل 112 مليون دولار تقريبا؛ لتلبية احتياجات ضحايا الزلزال الذي ضرب المغرب.
وتسبب الزلزال في تهجير غالبية سكان قرية أمزميز ممن نجوا من الموت، كاميرا «العربية» تجولت في أزقة هذه القرية المهجورة، والتقت ببعض العائلات التي فضلت البقاء بالقرب من بيوتها المتصدعة.
وأجلت عناصر الدرك الملكي المغربي الناجين من الزلزال المدمر في قرية طلعت يعقوب بمروحية عسكرية بعد أن عاش العديد منهم في ملاجئ مؤقتة، كما أظهرت صور جوية حجم الدمار الهائل الذي تعرّضت له منطقة تلات نيعقوب.
هذا وأبدى العاهل المغربي تضامنه مع أمته المكلومة خلال زيارة بعض المصابين في مستشفى قريب من مركز الزلزال، كما تبرع بالدم.
وأوردت «وكالة المغرب العربي للأنباء» الرسمية بأن الملك محمد السادس تفقد المستشفى الذي يحمل اسمه بمدينة مراكش، حيث تابع خدمات الإنعاش والرعاية المقدمة لمصابي الزلزال، بالإضافة لتفقد أوضاع الناجين.