جعفر عبد الكريم الخابوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جعفر عبد الكريم الخابوري

كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 250
تاريخ التسجيل : 14/09/2023

صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري  Empty
مُساهمةموضوع: صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري    صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري  Emptyالخميس أكتوبر 26, 2023 8:36 pm

من أين يأتي الألم؟
في لحظة، راح أحد شخوص الأديب الإيرلندي، صمويل بيكيت، في إحدى قصصه، يتحدث عن أنواع الألم، ودرجاته. كان الرجل يخاطب شخصاً آخر قائلاً له: إن الإنسان ليس آلاماً فحسب، لذا فإننا لا نعرف آلامنا جيداً، ونفضل الهروب من الحديث عنها. لكنه يضيف: سيأتي يوم أبوح لك فيه بآلامي الغريبة. ثم راح يميّز بين هذه الآلام التي يمكن للإنسان أن يشعر بها، ومنها: آلام الفكر والإدراك، آلام القلب والآلام العاطفية، آلام النفس والروح، ثم في المرتبة الأخيرة آلام الجسد: الآلام الخفيفة المتوارية، ثم الآلام المكشوفة، بدءاً من ألم الرأس، وانتهاء بآلام القدمين.
كاتب آخر، عربي هذه المرة، هو الروائي إبراهيم الكوني، توقف أمام هذا التقسيم للألم بين ألم الروح، وألم البدن. وتساءل في روايته «القبر»: «أنّى لآلام البدن أن تتفوق على آلام القلب؟ لو وجدت آلام البدن السبيل لابتلاع آلام القلب لما تألم أحد. بوسع ألم القلب أن يزيل ألم البدن». وما لم يقله الكوني هو أن بإمكان ألم النفس أن يضاعف من ألم البدن. ويحدث أننا لا نشكو من شيء البتة في أجسادنا، ولكننا مع ذلك نشعر بأن كل مفصل من مفاصلنا يجلب الوجع، وحين نتأمل ملياً في الأمر سرعان ما نكتشف أن الألم يأتي من النفس، من الروح.
والألم حتى في أشدّ حالاته جماعية، كما في حال الحروب والكوارث، وحولنا منها الكثير، يظل ألماً فردياً، نحن نحسّ ببشاعة الألم ووطأته عند من يتألمون، لكن هل بوسعنا وصف ألمهم؟ كيف يمكن صوغ وجع طفل مكلوم في فلسطين في كلمات؟ بكاء الطفل ووجعه هما اللغة ذاتها. الألم يعاش فقط، ولا يوصف، وحتى مقدرة الناس على الشعور بالألم متفاوتة. للبعض جلود غليظة تقيهم من هذا الشعور الذي يتطلب درجة من رهافة الإصغاء لا للذات وحدها، وإنما للآخر، لندرك بواعث الألم في الحياة، وهي كثيرة، ولا ينمّ هذا عن حساسية إنسانية عالية فحسب، وإنما هو معيار لحساسية أخلاقية أيضاً، تجعل المرء أكثر مقدرة على التمييز بين حقّ الأشياء وباطلها، وتحديد الجائز وغير الجائز.
«لا يصرخ النبيل إلا إذا تجاوز الألم حدّه»، يقول الكوني. ويظل صحيحاً أن معيار ما دعوناه بالحساسية الأخلاقية ليس تحسس آلامنا كأفراد فقط، وإنما في مقدرتنا على تحسس آلام الآخرين، وفي الغوص في أعماق النفس البشرية، والنفاذ إليها، واستجلاء ما يعصف بها من أوجاع في لحظات يشعر فيها أصحابها بأن لا حول لهم ولا قوّة، فيما أوجاعهم تتفاقم.

https://www.alkhaleej.ae/2023-10-14/%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D8%A3%D8%AA%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%84%D9%85/%D8%B4%D9%8A%D8%A1-%D9%85%D8%A7/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A-%D8%B2%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A7
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fhggvhvcvvvv0981970k.ahlamontada.com
 
صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جعفر عبد الكريم الخابوري :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: